/ الفَائِدَةُ : (149) /
03/12/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / روح القدس هو حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة/ / حقيقة القرآن الصَّاعدة أَحد أَرواح أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ/ إِنَّ المراد من (روح القدس) ـ أَي : الروح الأَمري الوارد في بيان قوله تعالىٰ : [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا](1) ـ : حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة ، والمراد منه ليس تنزيل القرآن الكريم الموجود بين دفتي المصحف الشريف ، وإِنَّما مقام وجودي علوي لا يتجافىٰ عن مقامه ، وقوله تقدَّس ذكره بعد ذلك : [مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا](2) دالٌّ على أَنَّ القرآن الكريم بهذه الحقيقة الصَّاعدة هو من عَالَم النور(3)، وقوله جلَّ قدسه في تتمَّة هذا البيان الشَّريف : [نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا](4) دالٌّ على أَنَّ هناك ثلَّة من المخلوقات المُقدَّسة وهم سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ورثوا بالوراثة الإِصطفائيَّة هذا النور والرُّوح الأَمري من نور حقيقة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ومراتبها الصَّاعدة . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي الاخرى، منها : 1ـ بيان قوله تعالىٰ ذكره : [يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ](5). 2ـ بيان قوله جلَّ ذكره : [إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ](6). 3ـ بيان قوله تقدَّس ذكره : [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا](7). 4ـ بيان تفسير الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وأَمَّا قوله : [لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ](8)... [تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا](9)... والرُّوح : روح القدس ، وهو في فاطمة عَلَيْهِا السَّلاَمُ ... »(10). وهذه وغيرها براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ على أَنَّ فاطمة الزهراء وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ مُحدَّثون من الرُّوح الأَمري . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الشورىٰ : 52. (2) الشورىٰ : 52. (3) يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ المقصود من (عوالم النُّور) الواردة في بيانات الوحي : عوالم فوق عَالَم الآخرة الأَبديَّة ـ عَالَم الجنَّة والنَّار الأَبديَّتين ـ تتصاعد إِلى العرش ، بل وفوقه. إِذَنْ : عوالم النُّور على طبقات ، بعضها دون العرش ، والآخر في مرتبة العرش ، والثَّالث فوق العرش. (4) الشورى : 52. (5) النحل : 2. (6) الواقعة : 77ـ79. (7) فاطر : 32. (8) القدر : 3. (9) القدر : 4. (10) بحار الأَنوار ، 25 : 97/ح70